الكل يقول إنَّ بني أمية أصلهم ذهب. لكن لا أحد يقول إلى أين. هل ذهب في رحلة البحث عن الذات في بوكا وكوبر والقزّاز وكفرسوسة والبيضا وعدرا؟ هل اختفى في سجن العُقاب في إدلب؟ في هذا التحقيق الاستقصائي المستند إلى التأمل والاستقراء التاريخي، نحاول جاهدين البحث عن الإجابة ما لم تلتقطنا رادارات أمير المُخبرين السيد أنس بن الخطّاب رضي الله عنه.
حسناً، ركّز معي، بعيداً عن العاطفة والأندلس وفن العمارة والمنجزات العلمية وماجد الخالدي وارتجاف كسرى من سماع اسمهم رغم زوال مملكته قبل حكمهم بتسعين سنة، فإن أبرز ما يذكره التاريخ عن بني أمية قصصاً عن قصفهم الكعبة بالبراميل عبر المنجنيق، وسُكر الوليد بن يزيد على سطحها (الحلم الذي نخشى أن يراود أميّة هذا العصر إذا نجح بهزيمة قسد) وارتكاب المجازر في وقعة الحَرّة بالمدينة عند ملاحقة فلول الحسين، وحملات تمشيط الكوفة بقيادة اللواء أبو محمد ٦٠٠ (المعروف بالحجاج بن يوسف الثقفي).